الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حمزة البلومي يكشف ما قال له الشهيد شكري بلعيد قبل اغتياله بسويعات..

نشر في  06 فيفري 2016  (22:19)

اكّد الاعلامي حمزة البلومي اليوم الجمعة،أنّ الشهيد شكري بلعيد كان قد أسّر له سويعات قبل اغتياله بعد آخر حضور تلفزي واعلامي له في قناة نسمة في 5 فيفري 2013، بأنّه يتوقّع حصول تطورات خطيرة على الصعيد الأمني في ظلّ تسرّب كميات من الأسلحة إلى تخوم تونس العاصمة.
وأفاد البلومي الذي عايش الساعات الأخيرة في حياة القيادي في الجبهة الشعبية الذي شارك معه في برنامج ناس نسمة ليلة اغتياله حيث رافقه اثر بثّ الحصّة إلى المنطقة التي يقع فيها منزله في جهة المنزه،أنّ بلعيد كانت تساوره تساؤلات حول كيفية وأهداف ادخال هذه الأسلحة مشيرا إلى أنّه قال له بالحرف الواحد: “القادم سيكون هو الأخطر مادام السلاح قد وصل إلى العاصمة.”
هذا وقد دارت بينهما دردشة خاطفة اثر نزول بلعيد من السيارة التي كانت تقلّهما مشيرا البلومي إلى أنّ بلعيد أوصى بضرورة انفتاح الاعلام على قيادات أخرى من الجبهة الشعبية وعدم الاقتصار على استدعاء شخصه رافضا بذلك احتكار الظهور الاعلامي على حساب رفاقه في الجبهة الشعبية و حزب الوطد الموحد.
وكشف البلومي بعض الحيثيات حول الحذر الذي كان يكتنف تحركات الشهيد بلعيد الذي ارتأى ليلتها عدم الدخول إلى العمارة التي يقع فيها منزله من المدخل الرئيسي موضحا أنّه سلك طريقا جانبية تتوسطها أشجار وسط ظلام دامس تبيّن لاحقا أنّ التنوير العمومي في المنطقة قُطع قصدا من طرف القاتلين الذين خطّطوا للعملية الاغتيال الجبانة.
وقد أثارت الطريقة التي تصرّف به بلعيد في تلك الليلة حين دخوله إلى العمارة استغراب محدثنا الذي استفاق من الغد صباحا على نبأ المصاب الجلل فكان وقع الصدمة مضاعفا رغم أنّه لم تجمعه بالفقيد من قبل علاقة صداقة وطيدة.
البلومي أشاد بخصال بلعيد الذي قال عنه إنّ البسمة و روح الدعابة لم تفارق محيّاه طوال طريق العودة إلى منزله بعد انقضاء الحصّة التلفزية على قناة نسمة داعيا الدولة إلى ردّ الاعتبار لشهيد الوطن الذي خطّ بدمائه التوافقات التي أوصلت البلاد لما هي عليه الآن بعد نجاح الحوار الوطني وانقاذ المسار الانتقالي الديمقراطي.
واعتبر البلومي أنّ ردّة فعل عموم التونسيين كانت استثنائية حيث توحدّوا في لحظة فارقة من تاريخ البلاد بفضل دماء شكري بلعيد الذي أفضت إلى تغيير عديد الأمور في المشهد السياسي الوطني.
كما شدّد على ضرورة ايلاء ملف الشهيد بلعيد الأولية والحظوة اللازمة في كنف الشفافية من أجل ازاحة الغموض عنه مطالبا أن تتمّ محاكمة المتهمين في القضية بشكل علني يسمح للاعلام فيه بتغطية الوقائع.
وأعرب البلومي عن عدم تفهمه لتخلي الدولة عن واجبها في تخليد ذكرى اغتيال شكري بلعيد على الأقّل من خلال نصب تمثال أو احداث ساحة تحمل اسمه اعترافا له بالجميل الذي مكّن تونس من التوحّد و نبذ الدم والعنف كوسيلة لحسم الصراع السياسي.

المصدر : حقائق اونلاين